أخبار وطنية النقابي والقيادي في الحراك الإحتجاجي لإنتفاضة الحوض المنجمي البشير العبيدي: لهذه الأسباب إندلعت ثورة الحوض المنجمي
اعتبر النقابي والقيادي في الحراك الإحتجاجي لإنتفاضة الحوض المنجمي البشير العبيدي، أنّ الأحداث التي اندلعت شرارتها في أفريل 2008، تراوحت بين الإنتاج الثقافي والسياسي، فقد خلقت لدى أهالي المنطقة ثقافة جديدة ومتحرّكة، حيثُ أسّست هذه الحركية فيما بَعدُ مفهوماً جديداً للثورة، حُطّمت من خلاله كل المفاهيم القديمة وتجاوزت كل ماهو سائد فكريا وسياسيا، وهو ما يُفسّر إندلاع ثورة 2011 كنتاجٌ لحراك أو ثورة الحوض المنجمي على حد قول العبيدي.
وفي مداخلة له خلال ندوة علمية نظّمها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بمناسبة ذكرى أحداث الحوض المنجمي، وقبل أن يُسلّط الضوء على تاريخ المنطقة، تعمّد العبيدي التساؤل عن سبب اندلاع الانتفاضة في هذه المنطقة دون سواها.. ثم أضاف قائلا "مالذي ينقص هذه الثورة؟"
وقال النقابي إنّ مدن الحوض المنجمي تأسست مع إكتشاف الفسفاط فتشكّل سُكانها من خليط من العمال الأوروبيين ومن الجاليات العربية والوافدين من داخل البلاد فضلا عن السكان الأصليين. وبناءً على ذلك انطلقت الحركة النقابية مع تأسيس أول شركة للفسفاط مما أثر في ثقافة العمال والأهالي بالمنطقة.
وفي سنة 1920، كان عدد العمال بالشركة 9000، ليرتفع العدد في حدود سنة 1986 الى 16000 عامل ثمّ تراجع بين سنتي 2006/2007 الى نحو 5000 عامل فقط، ويعود سبب هذا التراجع على حدّ قول البشير العبيدي إلى سوء التصرّف والتلاعب وهو ما خلّف احتقانا لدى أهالي المنطقة، وممّا دفع بالوضع الى التفجّر سنة 2008.
ولذلك أضحت ثقافة الإحتجاج والمطالبة بحقوق العمل، ثقافة أهلية لم تعد مقتصرة على النخبة بل تجاوزتها في بعض الأحيان.
وأضاف العبيدي أن ثورة 2011 كان مردّها الإحساس بالندم، فالشعب التونسي أحَسّ بالندم بعدم وقوفه إلى جانب أهالي الحوض المنجمي خلال انتفاضته، فإنتهز الفرصة في 2011 وعمّ الحراك كامل البلاد للاطاحة نظام بن علي.
من جانب اخر، اعتبر النقابي أن سبب فشل الثورات الأخرى التي اندلعت في بعض البلدان العربية وانحرافها نحو منزلقات خطيرة، هو أن الثورة في تونس بقيت رهينة ثقافة محليّة، لذلك أكّد البشير العبيدي على وجوب صياغة نتاجات فكريّة تستمدّ روحها من واقع الحراك الذي قامت من أجله الثورة ولتُرسم من خلالها أهدافها وطرق عملها.
نضال الصيد